قد يكون الانتحار حلاً ولكن الحياة أقوى

Friday, January 22, 2010

الانتحار... حل مؤقت لمشكلة دائمة


يقول البعض في نقد الانتحار إنه حل دائم لمشكلة مؤقتة، فأسأل نفسي: ألا يمكن أن يكون الانتحار حلا مؤقتا لمشكلة دائمة؟ آخر ما دعاني إلي التفكير في هذا الأمر هو الخبر الذي قرأته بجريدة البديل في السابع من فبراير الجاري عن انتحار طبيب شاب (في مرحلة الامتياز) بعد معاناته في الحياة واعتماده علي العمل منذ طفولته ليعول نفسه واجتهاده في دراسته ليدخل كلية طب القاهرة ويتخرج منها (وهو يشتغل بأعمال متفرقة في ذات الوقت ليعول نفسه) ثم فشله بعد تخرجه في العثور علي وظيفة لائقة تسمح له بحياة كريمة وبمد يد العون لأسرته رقيقة الحال. ترك محمد حسين إبراهيم قبل انتحاره رسالة إلي أسرته يقول فيها "أنا انتحرت علشان أنا فاشل ومش قد الدنيا الصعبة"، وعلي الرغم من تفرد كل مأساة، إلا أن هذه المأساة ذكرتني بانتحار عبد الحميد شتا الزميل في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية قبل عدة سنوات بعد استبعاده من التعيين- علي الرغم من اجتيازه بتفوق لمسابقة التمثيل التجاري- علي أساس أنه "غير لائق اجتماعيا".






نشر هذا المقال فى جريدة البديل بتاريخ ١٣ فبراير ٢٠٠٩

الانتحار عبر الإنترنت

لندن: جوسلين ايليا
هل فكرت يوما في الانتحار؟ تعال الينا لندلك على الطريق الى الجنة..

هذه هي الطريقة، وهذا هو الأسلوب الذي يتبعه عدد كبير من المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، فهي تشجع على الانتحار على أنغام الموسيقى الغربية وتقدم دليلا كاملا على طرق عديدة وناجحة لقتل النفس، وتجري العملية على عدة مراحل لبلوغ مرحلة الموت الذي يكون جماعيا في غالب الاحيان.

والمثير للاشمئزاز هو عرض تلك المواقع لتفاصيل واقعية لطرق التحضير للموت من خلال إبراز الوجع الذي يرافق كل طريقة، وهذا يتباين بين طريقة وأخرى.




الإنتحار بين المرض والاختيار



"ما بعد الضيق إلا الفرج" و" ما من مشكلةإلا ولها حل". فالحياة ليست كلها سعادة،وليست كلها تعاسة ،بل هي موجات تغيرات قد تنقلنا من السعادة إلى التعاسة أو العكس.

لذلك لا بدّ لنا من المرور على الوجهين فلم التوقف على وجه التعاسة واعطاءه اهمية اكثر مما يستحق ما يجعله قادرا" على قلب حياتنا رأسا" على عقب ويودي بنا الى اليأس وبالتالي الانتحار نتيجة رؤيتنا المظلمة للحياة.


كثيرون هم من يفكرون في الإنتحار...بسبب مشاكل عائلية أو عاطفية أو إجتماعية. نسمع المزيد عن حالات الإنتحار في مجتمعنا العربي أو في المجتمعات الغربية.فلماذا يقدم الانسان على هذه الخطوة؟


البعض يفكر كيف يتخلص من نفسه جراء الضيق والحسرة والوحشة التي يعيشها،فلا طعم للحياة عنده ولا غاية ولا هدف،فيضع حدا لحياته.
أسباب كثيرة تدفعه إلى الإنتحار منها أمراض نفسية ،إضافة إلى التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسريّة أو العاطفية والفشل الدراسي والألام والأمراض.
أمّا لدى المراهق فغالباً ما ترتبط الأسباب بالأحداث التي يعيشها والعلاقات مع أهله والتفكك الأسري وإنعدام الأمن والعاطفة في .


تقول دراسات ان الذي يقدم على الإنتحار شخصيته مركبة من صفات تجعلها قابلة لتنفيذ هذا الجرم.يتميز بالشعور بالإحباط واليأس وفقدان الأمل وكأنه في حفرة عميقة،وليس هناك من يفهمه أو أن الحياة غير جديرة أن يحياها،والإحساس أن آلامه النفسية أقوى من الإحتمال والإستمرار.وعندما يشعر بالفشل ويرى أن الأبواب اقفلت في وجهه وليس لديه طريق لإخراج نفسه من هذا المأزق،قد يخونه المنطق ويلجأ إلى الإنتحار.
من هنا تظهر فكرة الموت وغالباً ما تكون بداية الأزمة سريعة، تتمّيز بضعف عند الفرد يتفاقم شيئاً فشيئاً على صعيد كل قدراته يرافقه الإكتئاب وإضطراب في المزاج وحزن عميق ينطلق من رؤية مظلمة للحياة وإتخاذ موقف سلبي منها اإضافة إلى الميل إلى الإنعزال والإبتعاد عن الاخرين.
عوامل بيولوجيّة

ويمكن أن تكون الجينات الخاصة بالانتحار جينات منفصلة تؤدى إلى نوع من السلوك الإندفاعى من خلال اضطراب فى مستوى مادة السيروتونين فى المخ أو تكون هى نفس جينات الإضطرابات النفسية كالاكتئاب وإدمان المخدرات والفصام واضطرابات الشخصية

اتضح من خلال الدراسات أن مستوى السيروتونين ينخفض فى مرضى الاكتئاب الذين يحاولون الإنتحار ويتم رصد هذا الانخفاض بقياس مادة ( 5 - هيدروكسى إندول أسيتيك أسيد ) فى السائل النخاعى وقد وجدت علاقة ارتباط بين انخفاض السيروتونين والسلوكيات الإندفاعية والعدوانية. ووجد فى بعض الحالات ارتفاع مستوى الكورتيزول فى البول ، وعدم استجابة الغدة الدرقية للتأثير المحفز




الانتحار عند الشباب- نظريات ومواقف

برأيي م.ج فالشباب اليوم يمرّون بأزمة إقتصادية بسبب كثرة الضغوطات التي يتعرض لها الشاب،خصوصاً بعض إتمام دراسته ولا يجد عملاً.امّا ا.ع فاعتبرت انّ الاسباب يمكن أن تكون نفسيّة،حتى عدم الترابط الإجتماعي،إضافةً إلى الظروف المادية التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات, وافقتها الرأي في ذلك س.ك واضافت عل هذه الأسباب عندما يفقد الإنسان الصواب ويصبح غير قادر على التفكير يلجأ إلى الإنتحار أما س.ل. تبدي رأيها قائلة: اليأس ليس السبب الأساسي الذي يؤدي إلى الإنتحار،فبالإضافة إليه هناك ضعف الإيمان حيث أن ضعيف الإيمان لا يفكر بأن كل مشكلة ولها حل وتضيف ن.ز. قائلة: الانتحار يمكن أن يكون نتيجة قلّة الواعظ الديني الذي لا يجعله يفكر في عواقب ما يقوم بفعله في لحظات الغضب اللامحدود دون أن يفكر بعقلانية أو يجدّد الطموح بالحياة


أرقام مرعبة!



نقدم إحدى الإحصائيات الدقيقة والتي تمت عام 2002 في الولايات المتحدة وكان بنتيجتها:
بلغ عدد المنتحرين أكثر من 31 ألف حالة. عدد الرجال منهم 25 ألف رجل، و6 آلاف امرأة.
أكثر من 5000 شخص بين هؤلاء هم من المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً.
أما عدد الشباب بين هؤلاء (15-24 سنة) فقد بلغ 4000 منحرا.ً
وبناء على هذه الأرقام فإنه يمكن القول بأنه في أمريكا هنالك شخص يقتل نفسه كل ربع ساعة!!
وفي هذه الإحصائية تبين بأن هنالك 17 ألف إنسان قد قتلوا أنفسهم بإطلاق النار من مسدسهم.
وهنالك أكثر من 6 آلاف شخص فضَّلوا شنق أنفسهم.
أكثر من 700 من هؤلاء ألقوا بأنفسهم من الطوابق العليا.
وأكثر من 300 شخص رموا بأنفسهم في الماء فماتوا غرقاً.
ويمكن القول وسطياً بأنه في كل عام يُقتل 100 ألف شخص بحوادث مختلفة مثل حوادث السيارات وغيرها، وبالمقابل نجد أن 30 ألف شخص يقتلون أنفسهم
والعجيب في هذا التقرير أن هنالك 5 ملايين أمريكي حاولوا قتل أنفسهم!!!
وعلى الرغم من الوسائل المتطورة التي تبذل في سبيل معالجة هذا الداء فإن نسبة الانتحار زادت 60 بالمئة خلال النصف القرن الماضي!



رأي الدين

يقول الكتاب المقدس إذا أقدم شخص على الإنتحار فإنه لا يفعل سوى أنه قد قصّر رحلته إلى بحيرة النار ،والإنتحار مساوي للقتل .فإن قرار متى نموت هو في يد الله وحده

ويحرّم الاسلام الإقدام على قتل النفس:"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" .فحياة الإنسان أمانة لديه وليس له الحق في انهائها بل عليه المحافظة عليها حتى يستردها صاحبها وهو الله عزّ وجلّ".



بعض الحلول لمعالجة الواقعن في حالة اليأس

غالباً ما يتم وصف عقاقير مضادة الإكتئاب وإعادة ادماج المريض ضمن مجموعات أفراد سبق لها أن تعرّضت لنفس الموقف وفي بعض الأحيان يتمّ الإستعانة بجلسات العلاج بالكهرباء في حالات الإكتئاب الشديدة
إضافةً إلى منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الإنتحار والتي تهدف إلى تعزيز الإلتزام والعمل في شتّى ارجاء العالم من أجل منع حالات الإنتحار ،فهي توفر العلاج المناسب وتقوم بمتابعتهم .فهل تعلمون أن هناك ٣٠٠٠ حالات إنتحار في اليوم ؟

عندما تعشق الحياة .. تخرج أنفاسك وهي تتراقص من النشوة .. تبادر يديك وقدميك إلى كل خير وهي في قمة الرضا والسعادة .. عندما تتسع حدقتك وهي تنظر إلى كل جميل ومدهش في هذه الحياة .. عندما يفرح والدك ووالدتك لحصولك على درجات امتياز وتفوق دراسي يفتخر به .. عندما تشعر أن أصدقاءك أقرب إليك من أنفاسك وأن كلمة عدو ليس لها مكان في قاموسك .. عندما تنثر الزهور رحيقها وعبيرها على وجنتيك و العصافير تجد ملاذها على كتفيك والمياه تتغلغل بين أصابع قدميك .. حينها تشعر أنك ملكت كل مافي العالم من زهور وعصافير ومياه ..!!!!
حينما تقف في قمة جبل وتشعر أن الصخور قد كونت لك جسرا تمشي عليه .. والهواء قد استرسل بين خصلات شعرك ليرسم به لوحة رائعه من سنابل ذهبية متمايلة ......





وفجـــــــــــــــأه



تحل عليك عاصفة من التغييرات .. موجة قوية تقلب حياتك رأسا على عقب .. تحول الوان الطيف التي كنت تعيشها إلى سواد .. فتصبح كارهاَ للحياة .. أنفاسك لم تعد تتراقص كالسابق .. قدميك ويديك شلتا عن الحركة .. ذهب بصرك .. انهار تعليمك .. تبدلت كلمة صديق إلى عدو .. الزهور تحولت إلى أشواك .. والطيور إلى نسور تنهش لحم أكتافك .. والمياه باتت دماء سوداء قاتمة متثاقلة الجريان .. والصخور تفتت وتسقطك من على قمة الجبل الى الهاوية .. والهواء المسترسل بين خصلاتك أصبح نيران تتلذذ بتعذيبك ... والخصلات سهام تغرس نفسها في كل مكان بجسدك ......


هنـــــــــــــــا

قف لحظة ...

نعم قف وأنت بهذه الحاله ..

هنا لابد أن تدرك أن هذه الحياة ليست كلها سعاده .. وليست كلها تعاسة .. بل أن هناك موجة تغييرات تحدث لك وللحياة ... وهذه التغييرات إما أن تنقلك من سعادة إلى تعاسة أو من تعاسة إلى سعادة .. فتصبح إما :

موجة تغييرات تنتحر على أسوارها السعادة ...

أو

موجة تغييرات تنتحر على أسوارها التعاسة ...

هذه الحياة